رحمة النبي ﷺ، وبعض من مظاهر رحمته

رحمة النبي ﷺ، وبعض من مظاهر رحمته

 

قال الله تعالى عن نبيهﷺ : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة ١٢٨

من مظاهر رحمته أنه كان يرحم الصغير والكبير والنساء
فكان أرحم الناس بعباد الله .

عن أنس رضي الله عنه : (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
أتى على أزواجِه ، وسواقٌ يسوقُ بهِنَّ يقالُ لهُ أنجشةُ .
فقال ويحك يا أنجشةُ ! رويدًا سَوْقُكَ بالقواريرِ ) ا
لبخاري ٦١٦١ , مسلم ٢٣٢٣ واللفظ له

?فشبه رسول اللهﷺ النساء بالزجاج في صفائه ورقته،
فأمرهﷺ بالرفق بهن ؛ لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة ،
ويخاف ضررهن وسقوطهن من على الدابة ، أو يؤذَيْن من ترابها.

وقالﷺ : (ليسَ منَّا من لم يَعرِفْ حقَّ كبيرِنا ويرحَمْ صَغيرَنا)
مسند الإمام أحمد ٢٠٧/٢

وانظر إلى رحمته إذ قالﷺ (إنِّي لأدخُلُ في الصلاةِ ،
فأُرِيدُ إطالتها ، فأسمعُ بكاءَ الصبيِّ فأتجوَّزُ ،
ممَّا أعلمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ من بكائِهِ) البخاري ٧١٠ , مسلم ٣٤٣

? يتجوَّزُ : يخفف
?شدة الوجد : شدة الحزن والقلق

? ولم تكن رحمتهﷺ قاصرة على البشر ولكن شملت البهائم،
فلقد عاتب الرجل الذي جوَّع جمله بعد أن رأى الدمع ينذرف من عين الجمل.

وفيه أن الرسولﷺ (دخل حائطَ رجلٍ من الأنصارِ
فإذا فيهِ جملٌ فلمَّا رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذرفتْ عيناهُ
فأتاهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمسح سراتَهُ إلى سَنَامِهِ وذِفْرَاهُ

فسكن قال من ربُّ هذا الجملَ لمن هذا الجملُ فجاء
فتًى من الأنصارِ فقال هو لي يا رسولَ اللهِ فقال
ألا تتَّقي اللهَ في هذه البهيمةِ التي مَلَّكَكَ اللهُ إياها
فإنَّها تشكو إليَّ أنك تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ) صحيح سنن أبو داود ٢٥٤٩

? والمعنى أن النبيﷺ دخل بستانًا فرأى فيه جملًا،
فلما رأى الجمل النبيﷺ دمعت عيناه وشكى للنبي
أن صاحبه يجيعه ويتعبه ويشق عليه في العمل،
فسألﷺ عن صاحب الجمل فلما رآه
أمره أن يتق الله في هذا الجمل ويرحمه.

عن أنس (نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائمُ)
البخاري ٥٥١٣ , مسلم ١٩٥٦

?نهى أن يتسابقون فيصيبها في رميته فتصبر أي تُقيد
وتوقف فيتخذونها غرضًا للعب

وقالﷺ في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ ) البخاري ٦٠١٣ , مسلم ٢٢٤٤
? وقالﷺ ( بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ ، اشتدَّ عليه العطشُ .
فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب . ثم خرج .
فإذا كلبٌ يلهثُ يأكلُ الثَّرى من العطشِ . فقال الرجلُ :
لقد بلغ هذا الكلبُ من العطشِ مثلَ الذي كان بلغ مني .

فنزل البئرَ فملأ خُفَّه ماءً ثم أمسكه بفيه حتى رقِيَ .
فسقى الكلبَ فشكر اللهُ له .فغَفر له) البخاري٦٠٠٩ ،
مسلم ٢٢٤٤ واللفظ له

وهذا من سماحة شريعتنا فصدق من سماه رءوفًا رحيمًا.

Pin It on Pinterest

Share This