• قال الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) البقرة: 264
☘️ قال البغوي: وهو أن يمن عليه بعطائه, فيقول أعطيتك كذا ويعد نعمه عليه فيكدرها (والأذى) أن يعيره فيقول: إلى كم تسأل, وكم تؤدي؟
• وقيل من الأذى هو أن يذكر إنفاقه عليه عند من لا يُحب وقوفه عليه.
• وقال سفيان: (منا ولا أذى) أن يقول قد أعطيتك وأعطيتك فما شكرت …
• فحظر الله على عباده المن بالصنيعة, واختص به صفة لنفسه؛ لأنه من العباد تعيير وتكدير, ومن الله إفضال وتذكير.
• فنادى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين فحذرهم أن يبطلوا أجور صدقاتهم بالمن على المحتاج وأذيته ثم ضرب لذلك مثلا
• فقال: (كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ) أي كإبطال الذي ينفق ماله (رِئَاءَ النَّاسِ) أي مراءاة وسمعة ليروا نفقته ويقولوا إنه كريم سخي (وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) يريد أن الرياء يبطل الصدقة ولا تكون النفقة مع الرياء من فعل المؤمنين…
• (كَمَثَلِ صَفْوَانٍ) الحجر الأملس (عَلَيْهِ) أي على الصفوان (تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ) المطر الشديد العظيم القطر (فَتَرَكَهُ صَلْدًا) أي أملس, والصلد الحجر الصلب الأملس.
• فهذا مثل ضربه الله تعالى لنفقة المنافق والمرائي والمؤمن الذي يمن بصدقته ويؤذي ويُري الناس في الظاهر أن لهؤلاء أعمالا كما يرى التراب على هذا الصفوان, فإذا كان يوم القيامة بطل كله واضمحل لأنه لم يكن لله عز وجل.
• فاستجب لنداء الرحمن واحذر المن والأذى والرياء بالأعمال.