فوائد حديثية ( صلة الأرحام )

فوائد حديثية

عَن عَائِشَةَ زوج النبي ﷺ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ»أخرجه البخارى (٥٩٨٩ )، ومسلم ( ٢٥٥٥) واللفظ له

١- الرحم : عبارة عن قرابات الرجل من جهة طرفي آبائه (أي: من جهة أمه وأبيه) وإن علوا (الأب، والجد، وجد الجد وهكذا)، وأبنائه وإن نزلوا (أي: الابن، وابن الابن، وهكذا)، وما يتصل بالطرفين من الأعمام والعمَّات، والأخوال والخالات، والإخوة والأخوات، ومن يتصل بهم من أولادهم برحم جامعة .

٢- صلة الأرحام هي: الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة تكون بالزيارة والسلام، وغير ذلك
وتكون أيضًا بتعليمهم السُّنة، وحثهم على طاعة الله

٣- حكم صلة الأرحام ودرجاتها:
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية كبيرة، والأحاديث تشهد لهذا.
ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة، ولم يصل غايتها لا يُسمى قاطعًا، ولو قصَّر عما يقدر عليه وينبغي له لا يُسمى واصلًا، قاله القاضي عياض .

٤- قوله ﷺ: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ…»:
والمراد بالحديث تعظيم شأن صلة الرحم، وفضيلة ذلك، وعظيم إثم قاطعيها.

٥- الرحم المحرَّم قطعها، المأمور بصلتها على وجهين: عامة، وخاصة.
فالعامة: رحم الدين، وتجب مواصلتُها بملازمة الإيمان، والمحبة لأهله ونُصرتهم، والنصيحة لهم وترك مضارتهم، والعدل بينهم والإنصاف في معاملتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المريض، وحقوق الموتى: من غسلهم، والصلاة عليهم، ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم.

وأما الرحم الخاصة: فتجب لهم الحقوق العامة، وزيادة عليها كالنفقة على القرابة القريبة، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة، حتى إذا تزاحمت الحقوق بُدئ بالأقرب فالأقرب .

٦- الترهيب من قطيعة الرحم:
قاطع الرحم ملعون من الله تعالى، واللعن من الله هو: الخروج من رحمة الله.

٧- من ثمرات صلة الأرحام:

1- بركة العمر، وسعة الرزق
2- علامة صحة الإيمان
3- دخول الجنة
4- محبة الله تعالى لمن يصل رحمه؛ لأنه أطاع أمره، ثم محبة الخلق؛ لأن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها.

من كتاب الحديث _ سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم

#فوائد_حديثية

Pin It on Pinterest

Share This