قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)
وعَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بَيْضَاءَ فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ هَبَاءً مَنْثُورًا» قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا وَجَلِّهِمْ، لَا نَكُونُ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: «أَمَا إنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» صحيح ابن ماجه (3442) وصححه الألباني في الصحيحة.
صلاة وقيام وصيام وأعمال كالجبال ثم إذا خلوا بأنفسهم تجرؤا على معاصي الله وانتهاك محارمه, مَنْ يفعل ذلك قد جعل الله أهون الناظرين إليه ، استحيى أن يراه الخلق فأوصد الأبواب دونهم حتى لا يرونه حال معصيته ، ولم يستحيي من الخالق الذي يعلم السر وأخفى
الإشكال لا يكمُن في المعصية فحسب, بل يكمن في استهانة العبد بنظر الله إليه واطلاعه عليه وهو يقترف المعاصي ، وهذا أعظم من المعصية, فيمكن للعبد أن يستغفر ويتوب ويعود إلى ربه بعد القيام بالمعصية فيغفر الله له فهو الغفور الرحيم, أما الطامة الكبرى فتتمثل في : خوف العبد من العباد وعدم خوفه من رب العباد، ولهذا جاءت الأعمال يوم القيامة كالجبال ولكنها أصبحت هباءً منثورًا