احذر فساد التصور
☘ للغفلة أسباب من أهمها وأخطرها على الإطلاق : فساد التصور….
↩ فمما يُدمي القلب أن أمة المسلمين صار فيها من فاسدي التصور الكثير والكثير …
• فهذا لا يعلم لماذا خُلق ! وهذا لا يعلم بم تكون السعادة وبم يكون الهلاك ؟ وذاك لا يعلم ما أمر به وعنه نُهي …. وكل ذلك من فساد التصور الذي ينشأ عن الفهم الخاطيء عند المسلمين
• فكم من شاب مسلم الآن يحيا فقط كي يأكل ويشرب, ويتعلم كي يمتهن مهنة مرموقة فيصير من ذوي الأموال والشهرة ويتزوج وينجب ويظن أن هذا ما خلق له ولا شيء سواه, ويؤمل نفسه أنه إن وصل لمبتغاه هذا سيكون سعيدًا ويستريح باله ويهنأ قلبه….
↩ فتصور المسكين أن سعادته في عمل وشهرة وبيت وسيارة, وغفل أو تغافل أن السعادة قد بينها الله جل في علاه لنا في آية واحدة إذ قال ومن أصدق منه قيلًا: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ) النجم 43
• فمن بيديه ضحكك وسعادتك هو الملك, ومن بيديه بكاءك وشقاوتك هو أيضًا الملك
✅ فلما جهل العباد ذلك أو تناسوه صاروا يحاربون من أجل الأموال فهذا يضيع فروضه لأجل منصب, وهذه تتعامل بالربا لأجل سيارة فارهة, وذاك يسرق أموال أخواته ليُزيد رصيده وأملاكه, وتلك تتزين وتتبرج حتى إن رأيتها حسبتها لا ترتدي شيئًا لتلفت نظر هذا وذاك كي تفوز بزوج وبيت وأولاد تتفاخر بهم أمام الناس..
• فغفلة قلوبهم تارة, ووساوس الشيطان وأمانيه تارة, والنفس الأمارة بالسوء تارة, وصحبة السوء تارة, كل تلك الأمور وغيرها من أسباب وقوع العبد في الزلات وغفلة قلبه عن عبادة رب الأرض والسماوات…
⚡ فعلى العبد أن يعلم ذلك تمام العلم ويوقن به تمام اليقين , فلو حصلت السعادة بكل ما ذكرنا من محرمات ستكون مدة تلك السعادة يسيرة جدًا, قد يباغته فيها الموت أو تزول أسباب تلك السعادة المؤقتة إن قدر الله عز وجل ذلك..
• ولا نقول أن التعليم أو العمل وجني الأمول محرم, بالطبع لا يقول بهذا عاقل, لكن المقصد أن من يغفل عن أخراه ويقدم عليها هم دنياه فيأتي من المحرمات ما يأتي ويترك من الفرائض والنوافل ما يترك فهذا قد غفل عن حقيقة الدنيا، ولماذا خلق فيها، قال ربنا جل وعلا: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات 56, فانتبه !