ج: جمهور العلماء ( الشافعية والحنابلة والحنفية، وابن القيم وبعض أهل الظاهر وغيرهم ) على كراهية إفراد يوم السبت بالصوم، وحجتهم أن اليهود تعظم ذلك اليوم، فإن صام يومًا قبله أو بعده أو وافق عادة فلا يكره؛ لما روي عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة، فقال: «أصمت أمس؟» قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدًا؟» قالت: لا، قال: «فأفطري». أخرجه البخاري (1986).
ومن المعلوم أيضًا أن من يصوم يومًا ويفطر يومًا سيأتي عليه يوم السبت قطعًا وسيصومه، وقد يأتي يوم عرفة يوم السبت وهكذا.
وعليه فالنهي في حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن أخته الصماء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا يوم السبت إلا في ما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه». صحيح أبي داود (2421)، والترمذي (744)، وابن ماجه (1726)، وغيرهم. يحمل على من تعمد تخصيص السبت بالصبيام فيفضي إلى تعظيمه كما كانت تفعل اليهود. أما من لم يتعمد تعظيمه أو ضم إليه غيره فلا كراهة في ذلك.