ج: للعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: إن وقت العشاء يمتد إلى ثلث الليل. واستدلوا بحديث ابن عباس في إمامة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ – وفيه – الْوَقْتُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ» صحيح سنن أبي داود(393), وابن أبي شيبة(1/317), وابن خزيمة في صحيحه: (1/168) – انظر مواقيت الصلاة لشيخنا مصطفى العدوي حفظه الله
القول الثاني: إن وقت العشاء يمتد إلى نصف الليل. واستدلوا بحديث «… فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ فَإِنَّهُ وَقْتٌ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ». أخرجه مسلم: (612). صحيح سنن أبي داود (393) وابن أبي شيبة (1/317)، وابن خزيمة في صحيحه: (1/168) –
القول الثالث: إن العشاء يمتد إلى طلوع الفجر. واستدلوا بحديث أبي قتادة في مسلم وفيه «… أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى». أخرجه مسلم: (681)، وابن خزيمة: (989) وابن ماجه: (698)
والراجح: أن آخر وقت لصلاة العشاء هو منتصف الليل، للأحاديث السابقة, فهي ظاهرة الدلالة على تحديد آخر وقت للعشاء، وهو إما ثلث الليل, وهذا هو الأفضل, أو نصف الليل، وهذا مذهب الشافعي وابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم. هذا، والله تعالى أعلم بالصواب.