هل يجب الختان للمرأة؟

ج: بين أهل العلم خلاف في هذه المسألة:

ذهب جمهور أهل العلم إلى أن ختان المرأة مستحب، وحجتهم في ذلك أنه لم يرد دليل من كتاب الله- ولا حديث صحيح قطعي الدلالة على وجوب ختان المرأة، فالمتيقن السنية؛ لحديث أبي هريرة قال: « الْفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ». أخرجه البخارى (5889)، ومسلم (257)، وصحيح النسائى (9)

وهذا مذهب أحمد ومالك وأبي حنيفة وابن حزم- ومن المتأخرين الإمام الشوكاني والعلامة ابن باز والعلامة ابن العثيمين وغيرهم.

وذهب الشافعي ومن وافقه إلى وجوب ختان المرأة، وحجته قوله تعالى: {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل: 123]، وقوله صلى الله عليه وسلم: « اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالقَدُومِ » أخرجه البخاري (6298), ومسلم (2370).واستدل بعض أهل العلم بحديث: « وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ..» أخرجه مسلم (349).

الراجح: هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم- منهم الأئمة الثلاثة؛ أحمد، ومالك، وأبو حنيفة- إلى عدم وجوب ختان المرأة، وذلك لأن الأدلة على الوجوب لا تصلح أن يحتج بها، فلم يرد دليل صحيح على أن الفطرة كانت واجبة في ملة إبراهيم، فملة إبراهيم – عليه السلام- منها الواجب ومنها المستحب ومنها غير ذلك، كذا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم منها الواجب ومنها المستحب ولا دليل صحيح صريح على وجوب ختان المرأة والله تعالى أعلم.

Pin It on Pinterest

Share This