ج: فعل قوم لوط: هو أن يأتي الذكر الذكر، وهذا الفعل كبيرة من الكبائر التي تنافي الفطرة التي فطر الله الناس عليها. من فعلها فعقوبته عقوبة الزاني، يرجم حتى الموت إن كان محصنًا ويجلد مائة جلدة ويغرب سنة إن كان بكرًا- الفاعل والمفعول فيه سواء- لأن اللواط يقاس على الزنا؛ فالله تعالى أطلق لفظ الفاحشة على الزنا وعلى اللواط، بل هو أغلظ من الزنا، فإن الله تعالى قد عاقب قوم لوط بعقوبة لم يعاقب بها أحدًا غيرهم، وجمع عليهم صنوفًا من العذاب، فقلب عليهم ديارهم، وخسف بهم وأهلكهم، ولم يفعل ذلك بالزناة.
كذا العلة من اللواط والزنا الاستمتاع، فلما اشتركا في العلة وجب التسوية بينهما في الحكم، كما هو معلوم عند الأصوليين، وهذا هو المشهور من مذهب الشافعي وأحمد في أحد قوليه وطائفة من الحنفية والثوري وغيرهم.