“البعد عن العلماء الربانيين من أعظم أسباب انتشار الفتن وكثرتها”

 

المقالة الخامسة: “البعد عن العلماء الربانيين من أعظم أسباب انتشار الفتن وكثرتها”

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فإن من أعظم أسباب انتشار الفتن وكثرتها: 

” البعد عن العلماء الربانيين وعدم الرجوع إليهم لمعرفة أحكام الشريعة”

فإن الله جل جلاله اصطفى من البشر أئمة هدى، وصلاح، ونور، ورجاحة عقل، وسلامة قلب، يهدون إلى الحق بإذنه جل ذكره،

قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)﴾. [السجدة]

لذلك فليس لنا أي حجة أمام الله في اتباع المُضلين وأصحاب الأهواء من أهل البدع.

عن عبدالله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَماءِ، حتَّى إذا لَمْ يَتْرُكْ عالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا». (رواه البخاري ومسلم).

وهذا حادث الآن للأسف، فقد وضح لنا النبي ﷺ أن قبض العلم هو سبب لانتشار الفتن، وأنَّ اللهَ لا يَرفَعُ العِلمَ مِن النَّاسِ بإزالتِه مِن قُلوبِ العُلماء، ولكنْ يَقبِضُ العلمَ بقَبْضِ العُلماءِ أنفسهم وموتِهم، فيتخذ الناس الجُهَّال ليستفتوهم في أمور دينهم.

إذن رفع العلم ليس من صدور العلماء ونسيانهم لِمَا حفظوه، لأن الله كريم منان لن يسلب من عالم رباني علمه وفهمه وحفظه بعد أن أكرمه به، ولكن يُرفع العلم بقبض العلماء.

قال ﷺ: «إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ». (رواه أبو داود والترمذي).

فهذه منزلة جليلة للعلماء، لذلك يجب علينا إعطائهم قدرهم؛ فلقد اصطفاهم الله وجعلهم ورثة الأنبياء، وقد ميّز الله سبحانه وتعالى علماء أمة محمد ﷺ عن علماء الأمم السابقة.

فعلماء أمة محمد ﷺ علماء ربانيون؛ هم علماء خير لا ينطقون إلا بالحق ويُقتدَى بهم في ظلمات البر والبحر، فهم كالنجوم في ظلمات الفتن وظلمات الخديعة، فعندما تُظلِم حولك الدنيا فإنك تقتدي بمثل هؤلاء، فالحمد لله الذي حفظ لنا علمهم وكتبهم.

أما علماء الأمم السابقة -كَبَنِي إسرائيل- كان أكثرهم علماء سوء -نسأل الله العفو والعافية-.

Pin It on Pinterest

Share This