وقفة مع آية
قال تعالى
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) } المدثر
كل نفس بما كسبته وعملته من أعمال الشر مرتهنة، أي: متعلقة بعملها يوم القيامة،
﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴾ فإنهم لم يرتهنوا؛ بل هم في جنات النعيم، وهم في حال تنعمهم بالجنة وما فيها، يسألون عن أحوال المجرمين، قائلين:
﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾ ما الذي أدخلكم النار؟
{ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} المدثر
يجيب الكافرون على سؤال المؤمنين لهم عن سبب دخولهم جهنم، فذكروا أربع صفات أخرجتهم من زمرة المفلحين، وأدخلتهم في جملة الهالكين:
️الأولى: ترك الصلاة، وهي عمود الدين والإخلاص لله تعالى.
️الثانية: ترك طعام المسكين، الذي هو من مراتب الإحسان للعبيد، فلا إخلاص للخالق، ولا إحسان للمخلوق.
️الثالثة: الخوض في الباطل، والتحدث مع أهل الضلال والغواية.
️الرابعة: التكذيب بيوم الدين، وهو يوم القيامة ،
﴿حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾ أي: الموت، وأجمع أهل التفسير على هذا فحال الموت بيننا وبين التوبة،
﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ لأن من شروط قبول شفاعة الشافع، أن يأذن الله له بالشفاعة، وأن يرضى عن المشفوع فيه، والله تعالى لا يأذن بالشفاعة للكافر، ولا يرضى عن الكافرين، فما تنفعهم شفاعة الملائكة، ولا النبيين ولا الصالحين، ويدل على ما ذكرنا قوله تعالى:
﴿يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه : 109] ، وغيرها من الآيات، والله لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص .
من كتاب التفسير سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم
#وقفة_مع_آية