وقفة مع آية
💭 قال تعالى { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)
اتفق المفسرون علي أن” هل” بمعنى قد، أي: قد مر على الإنسان ِ {حِينٌ مِنَ الدَّهْر} ِ مدة طويلة كان معدومًا لا ذكر له، فأوجده الله بقدرته، ثم بين ذلك فقال { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ }
والأمشاج، هو : اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، وهذا بداية الإنسان في رحم أمه
{ نَبْتَلِيهِ} نختبره، أي خلقناه مبتلين له- لا عبثًا ولاسُدىً – فهل يرى حاله الأولى فيعلم قدره، أم ينساها و تغره نفسه ؟!
{ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } فأنشأه الله، وخلق له السمع والبصر وسائر الأعضاء، وجعلها سالمة يتمكن بها من الطاعة والمعصية
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } بياناه له – طريق الهدى، وطريق الضلال- وذلك بإرسال الرسل ،وإنزال الكتب
ثم بين سبحانه انقسام الإنسان إلى قسمين: شاكر معترف بنعمة الله تعالى عليه، أو كافر جاحد لنعم الله قال {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }
من كتاب التفسير من سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم.