وقفة مع آية
قال تعالى { {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)} [المطففين : 22-28]
ذكر سبحانه أن هؤلاء الأبرار المكثرين من الطاعات َ {لَفِي نَعِيمٍ} والنعيم يشمل: نعيم القلب، والروح ،والبدن، نعيم دائم لا ينقطع ، {عَلَى الْأَرَائِك}ِ على السرر المزينه بالفرش الحسان
{يَنظُرُونَ} إلى ما أعد الله لهم من النعيم ، وأعظم نعيم هو النظر إلى وجه الله ربهم جل جلاله ،{ تَعْرِفُ} أي: من ينظر إليهم ُ{ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} وهو ما يظهر على وجوههم من بهاء النعيم ورونقه، فإن اللذة والسرور الدائم ، يكسب الوجه نورًا وحُسنًا وبهجة
{ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } وهو أطيب ما يكون من الأشربه طعمًا ورائحة، وهذا الشراب مختوم، أي: أن يختم له بريح المسك، أي: خاتمه طعمه مسك، ولذلك حث سبحانه وتعالى عباده على التنافس على الدرجات العُلا في الجنه، فقال {خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} أي: يتسابق المتسابقون بالأعمال الصالحة التي ترضي الله، واجتناب المعاصي التي تسخطه عليهم إلى جنة الخلد ، { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيم}ٍ ومزاج هذا الشراب من تسنيم، وهي عين { يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُون} َ وهي أعلى وأشرف أشربة الجنة ، يشربون هذا الشراب خالصًا ليس ممزوجًا بغيره .
من كتاب التفسير من سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم