وقفة مع آية
قال تعالى {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) ۞ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)} [العاديات : 6-11]
إن الإنسان لكفور، جحود يجحد نعم ربه، ولا يشكرها، أي: لا يستعملها فيما يجب عليه؛ ليتوصل بها إلى رضا الله، ﴿وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾ وإنه على هذا الجحود، ومنع الخير لشهيد، وإن أنكر بلسانه، أشهد ربه عليه حاله،
﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ وإنه لشديد المحبة للمال، ولذلك يبخل به، ولا ينفقه في سُبل الخير، ثم يقول سبحانه وتعالى مزهدًا في الدنيا، ومرغبًا في الآخرة، ومنبهًا على ما هو كائن بعد هذه الحياة، وما يستقبله الإنسان من أهوال،
﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾ إذا بعث وانتشر ما في القبور من أموات،
﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾ وأبرز ما في القلوب من نيات واعتقادات، وما كانوا يسرون في نفوسهم من خير وشر،
﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾ عالم بأسرارهم وضمائرهم وأعمالهم، وسيجازيهم على ذلك .
من كتاب التفسير _ سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم
#وقفة_مع_آية