“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالً”

• قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران: 118

• نهى الله تبارك وتعالى المؤمنين بهذا النداء أن يتخذوا الكفار من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين وغيرهم من أهل الأهواء بطانة.

والبطانة: خاصة الرجل, فلا يجوز لمسلم أن يتخذ من أهل الكتاب وغيرهم من المشركين بطانة له يستبطنون أمره ويطلعون على سرائره.

• ولا يجوز لمسلم أن يكون له وليّ من غير المسلمين, قال تعالى: (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) آل عمران : 28

• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي «شُعَبِ الْإِيمَانِ» وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ , وقال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (5019) : حسن غريب

• وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بعث اللهُ من نبيٍّ ، ولا استخلف من خليفةٍ ، إلا كانت له بطانتان : بطانةٌ تأمرُه بالمعروفِ وتحضُّه عليه ، وبطانةٌ تأمرُه بالشرِّ وتحضُه عليه ، فالمعصومُ من عصم اللهُ تعالى) البخاري: 7198

• ثم بين الله جل جلاله من النهي عن اتخاذ أهل الباطن بطالة, فقال: (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) و قال البغوي: أي: لا يقصرون ولا يتركون جهدهم فيما يورثكم الشر والفساد, والخبال: الشر والفساد

• (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) أي: يودون ما يشق عليكم من الضر والشر والهلاك, والعنت: المشقة.

• قوله: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) أي البغض ومعناه: ظهرت أمارة العداوة من أفواههم بالشتيمة والوقيعة في المسلمين, وقيل: باطلاع المشركين على أسرار المؤمنين

• (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) من العداوة والغيظ أعظم وأكبر.

• وقوله: (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) تحذيرا وتنبيها, وقد علم تعالى أنهم عقلاء, ولكن هذا هز للنفوس, كما تقول: إن كنت رجلا كذا وكذا, قاله ابن عطية.

• فعلى العاقل أن ينتبه لهذا النداء الإلهي, فلا يغالي في محبته ودفاعه عن اليهود والنصارى وغيرهم من غير المسلمين, فيغضب الله سبحانه وتعالى, ويجلب على نفسه الخبال والعنت, ولا يجافي فيستبيح دماءهم وأموالهم بغير حق, فهم يعيشون معك في وطن واحد ولهم حق الجوار والبر والإحسان إليهم, فنحن لسنا في دار حرب, فانتبه واسع لتحقيق هذا التوسط في الأمر بترك المغالة والمجافاة.

Pin It on Pinterest

Share This