ج: لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها متعطرة يشم ريحها الرجال، وقد جاء النهي من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك صريحًا في الأحاديث الصحيحة، ونذكر منها:
حديث أبي هريرة وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ». أخرجه مسلم (444)، وأبو داود (4175).
وعن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلَا تَطَيَّبْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ». أخرجه مسلم (443)، وابن خزيمة (1680).
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ وَالْمَرْأَةُ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ فَهِيَ كَذَا وَكَذَا» يَعْنِي زَانِيَةً. صحيح سنن أبي داود (4173)، وصحيح النسائي (5126)، وصحيح سنن الترمذي (2786)، وصححه الألباني في المشكاة (1065)، واللفظ للترمذي. وفي رواية النسائي «… فَهِيَ زَانِيَةٌ». سنن النسائي (5036)
قال المباركفوري في التحفة (8/58):
قوله: «كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ» أي كل عين نظرت إلى أجنبية عن شهوة فهي زانية «إِذَا اسْتَعْطَرَتْ» أي استعملت العطر «فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ» أي مجلس الرجال «يَعْنِي زَانِيَةً»؛ لأنها هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، ومن نظر إليها فقد زنى بعينيه، فهي سبب زنى العين، فهي آثمة.