ج: الخضب بالسواد يجوز مع الكراهة؛ لما روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يخضبون بالسواد، منهم الحسن والحسين ابنا علي رضي الله عنه، وعثمان وسعد بن أبي وقاص، وعقبة بن عامر رضي الله عنهم جميعًا, وغيرهم.
وهذا مذهب ابن سيرين ومالك وطائفة من الحنفية وغيرهم.
أما حديث: «واجتنبوا السواد» فقيل: إن كان هذا للتدليس والغش، أو أن النهي في الحديث للتنزيه.
أما ابن عباس، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ، كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ». صحيح سنن أبي داود (4312)، والنسائي (8/138)، والبغوي في شرح السنة (12/92).
فقد قيل: أن هذه سماتهم، وليس سبب عدم دخولهم الجنة أنهم يصبغون بالسواد، هذا والله تعالى أعلم.