لا تهدم حصنك
✅ لو أن شخصا تواجد في الصحراء وأحاطت به الأخطار من جميع الجوانب أو على الأقل توقع حدوثها, كهجوم قاطع طريق أو حيّة أو ثعبان أو ريح شديدة جدًا, فماذا يفعل العاقل في هذه الظروف
♦العاقل يضع حاجزًا يستره ويحميه من احتمالية وقوع مثل تلك المصائب به, فيبني بيتًا مثلًا بحيث لا يستطيع قاطع طريق أن يدخل عليه أو تتسرب إليه حيَّة, فلو كان البيت هشا ضعيفا كرتونيا ,
◀لكانت احتمالية إصابته بالخطر والأذى أكبر بكثير من لو أن البيت متينا صلبا, بل ربما لا يبذل العدو مجهودا في الوصول والنيل من هذا الشخص لإن تهاون في بناء الحصن, وماالعجب إذ لم يحفظ هو نفسه, ويحرص عليها, ويحميها من أعدائها!
◘ وكذا حال المسلم ضعيف الإيمان ضعيف القلب, لا يجد العدو صعوبة في اختراق قلبه وإلقاء الشبهات عليه؛ لأنه لم يحصن نفسه التحصين المطلوب ,
فلم يحافظ على صلواته في أوقاتها، ولا على أذكار الصباح والمساء، ولا على تلاوة القرآن ،وإذا تلاه تلاه بغير تدبر، ولا يميل إلى حضور مجالس العلم, وغيرها من طاعات تقرب العبد من ربه وتزيد الإيمان في قلبه.
وهذا هو ما يحدث مع المسلمين الآن, ومنتشر جدا في عصرنا الحالي لانتشار أسباب وطرائق نشر الشبهات كشاشات التلفاز التي يخرج عليها كل بر وفاجر, ◾ليبث سمومه في آذان المسلمين بلا رادع ولا مجادل له بالحق, وإن وجد من يجادل جادل بضعف وربما يجهل فيزيد المتفرج اشتباها حتى وإن لم تستقر الشبهة بالكلية في قلبه إلا أنها تعلق به ولو يسيرا لخلوه من الحصن الذي يمنع اختراق مثل تلك الشبهات وخلوه كذلك من العلم الرصين الذي يستطيع به دفع تلك الكلمات الواهية, ولا حول ولا قوة إلا بالله…