خطورة مرض القلب
لا يخفى أن القلبَ يمرض بالذنوب والمعاصي كما يمرض البدن مع الفارق الكبير بينهما.
• فمريض البدن إذا صبر واحتسب كان ذلك له أجرًا وطهورًا من السيئاتِ وربما رُفع بهذا المرض درجات , وأدلة ذلك كثيرة في الكتاب والسنة .
• أما مريض القلب فعلى خطرٍ عظيم , إن لم يتداركه اللهُ تعالى برحمته وعفوه وإحسانه بأن يُبصره بمرضِ قلبه ويُيسر له التوبة , وذلك إذا علم المولى عز وجل من العبد الصدق في طلب التوبة . ومكمن الخطر أن أمراض القلوب تفسد العمل وتحجب العبد عنه ,
• ففساد العمل : يكون إمَا بالشُبهات : كالبدع والنفاق العقدي والقنوط من رحمة الله .. إلى غير ذلك من أمراض الشبهات
• وإمَا بالشهوات: كاتباع الهوى والعجب والكبر والغفلة .. وما أشبه ذلك .
أمَّا حجب العبد عن العمل فلأنه من المعلوم أنَّ الذي ابتُليَ بمرضٍ في بدنه لا يستطيع أن يبذل الجهد الذي يبذله مَن رُزِق معافاة البدن ,
• وكذلك مريض القلب لا يقوى على القيام بالطاعات التي يقوم بها سليم القلب وإن تيسرت له الأسباب التي تعينه على الطاعة ،
• فتجده عنده وقتًا ولا يذهب لدروس العلم أو لحفظ القرآن فتمر الأيام والشهور , ولا ينظر في كتاب الله وقد يسهر الليل كله ولا يقوم لدقائق معدودات يناجي فيها ربه ,
• والطامةُ الكبرى أنَّ مريضَ القلب قد يتهاون في أداء الفروض من صلاة وصيام وزكاة ,فقد يملك المال ولا يؤدي حق الله فيه من زكاة وصدقة ,
•ومع توافر المال قد يكون معافًا في بدنه ولا يحج ولا يعتمر ولا يسعى لنفع المسلمين بأي وجه من الوجوه , وما ذلك إلا لمرض قلبه.
• فلو ملكَ العبد كنوز الأرض مع فسادِ القلب فلن تُغني عنه من الله شيئا ,
قال الله تعالى (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
الشعراء -الآية ٨٩،٨٨