المقالة الرابعة عشر: “تابع: فتنة القبر… من أعظم الفتن”
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
👌 عرفنا في الحلقات السابقة أن الله تعالى يثبِّت عبده المؤمن في الدنيا والآخرة، وأن الله تعالى يُضِل الظالمين بسبب ظلمهم.
فما هو حال هؤلاء الظالمين في القبر؟!
⏪ فقد ورد في حديث البراء بن عازب أن رسول الله ﷺ أخبر عن حال الكافر، [وفي رواية: “الفاجر في قبره”]، قال: «ويأتيه ملكانِ شديدا الانتهارِ، فينتهرانهِ، ويُجلسانهِ، فيقوُلانِ له: مَنْ ربُّك؟ فيقول: هاهٍ هاهٍ لا أدري، فيقُولان له: ما دينُك؟ فيقولُ: هاهٍ هاهٍ لا أدري، فيقولانِ: ما تقولُ في هذا الرجلِ الذي بُعِثَ فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه، فيُقال: محمدٌ! فيقولُ: هاهٍ هاهٍ لا أدري سمعتُ الناسَ يقولون ذاك. قال: فيُقال: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَوْتَ، فيُنادي مُنادٍ من السماءِ أنْ: كذبَ، فأفرشوا له من النارِ، وافتحُوا له بابًا إلى النار، فيأتيهِ مِنْ حرِّها وسمُومِها، ويُضَيَّقُ عليه قبرهُ حتى تختلفَ فيه أضلاعُهُ، ويأتيهِ [وفي رواية: ويُمثل له] رجلٌ قبيحُ الوجهِ، قبيحُ الثياب، مُنتِنُ الرِّيحِ، فيقولُ: أَبْشِرْ بالذي يَسُوؤُكَ، هذا يومُكَ الذي كنتَ تُوعَدُ، فيقولُ: وأنت فبشَّرك اللهُ بالشرِّ من أنت؟ فوجهُك الوجهُ يجئ بالشَّرِّ! فيقولُ: أنا عملُك الخبيثُ، فواللهِ ما علمتُكَ إلاّ كنتَ بطيئًا عن طاعةِ الله، سريعًا إلى معصيةِ اللهِ، فجزاكَ الله شَرًّا».
[الحديث رواه: أحمد وأبو داود].
🤲 نسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.