الجدال واللداد
↩ أما معنى اللداد: فهو شدة الخصومة, وهو مذموم من كل وجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أبغضَ الرِّجالِ إلى اللهِ الألدُّ الخصمُ) متفق عليه
أما الجدال فهو نوعان: محمود ومذموم.
فالجدال المحمود:* هو ما كان للوقوف على الحق, لقوله تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل : ١٢٥
وأما معنى الجدال المذموم– كما قال أهل العلم – عبارة عن قصد إفحام الغير وتعجيزه, وتنقيصه بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل.
ويكون المجادل في هذه الحالة مجادلًا بغير علم؛ لدفع الحق وإظهار الباطل أو للانتصار للنفس,
قال تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) غافر: ٤
وعلامته:
أن ينبهه غيره أنه على خطأ ويبين له ذلك, لكن يستمر على جداله من أجل أن يظهر فضل نفسه, ونقص صاحبه.
ذم الجدال:
↩ قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) البقرة: ٢٠٤
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أبغضَ الرِّجالِ إلى اللهِ الألدُّ الخصمُ) صحيح البخاري: ٤٥٢٣, وصحيح مسلم : ٢٦٦٨
فإظهار فضل النفس بالجدال من قبيل تزكيتها, وهذا دليل على ما في نفس العبد من طغيان وكبرياء وحب العلو على الغير, وهذا العبد تشبه بفرعون الذي قال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) النازعات: ٢٤
وأما الرغبة في انتقاص الآخر فهو دليل على خبث النفس وماتلبس به من صفات السباع, من إيذاء وتمزيق الآخر ليحيى هو, وهما صفتان مذمومتان مهلكتان.
وأما علاجه:
↩ أن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله, وصفات السباع الباعثة له على تنقيص غيره.
قال بعض أهل العلم: ما رأيت شيئًا أذهب للدين ولا نقص المروءة ولا أشغل للقلب من الخصومة.