فوائد حديثية (تحريم الحسد والتباغض والتدابر والتهاجر)

فوائد حديثية

تحريم الحسد والتباغض والتدابر والتهاجر

عَنْ أَنَسِ رضى الله عنه ، قال رسول الله ﷺ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ» أخرجه البخارى ( ٦٠٦٥) ، ومسلم ( ٢٥٥٩)

١- نهى رسول الله ﷺ في هذا الحديث عن أمور لا تجوز بين المؤمنين، لكونها تسبب وقوع العداوة والبغضاء بينهم، والتي تنافي الأخوة والرحمة

٢- نهى ﷺ عن التباغض والكراهية إشارة إلى النهي عن الأهواء المضلة الموجبة للتباغض ومنها المنافسة في الدنيا التي تؤدي إلى التباغض وقسوة القلب

٣- كل شيء يتولد عنه البغضاء حري بالعاقل أن يبتعد عنه حفاظًا على سلامة قلبه، وذلك بالنظر إلى محاسن من تبغضه، وغض البصر عن سيئاته، والتحلي بالصفح والعفو، والتجاوز عن أخطاء الناس، عسى الله أن يتجاوز عنك بعفوك عن أخيك.

٤- الحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا، وسواء أرادها لنفسه أو لا، فالحاسد يكره رؤية ما أنعم الله به على عباده.

٥ – الواجب على الإنسان إذا رأى من نفسه حسدًا لأحد أن يتقي الله، وأن يوبخ نفسه، ويقول لها: كيف تحسدين الناس على ما آتاهم الله من فضله، كيف تكرهين نعمة الله على عباده؟

يقول: أرأيت لو كانت هذه النعمة عندك أتحبين أن أحدًا يحسدك عليها؟ يقول لنفسه: أنت لو حسدت وكرهت ما أعطى الله من فضله لعباده، فإن ذلك لن يضر المحسود، بل هو ضرر على الحاسد، وغير ذلك مما يوبخ به نفسه، حتي يدع ما به من حسد، وحينئذٍ يطمئن ويستريح قلبه، ولا يتنكد، ولا يتكدر .

٦ – سلامة القلب من الحسد، وتمني الخير للغير، نعمة وسعادة، وراحة لا يعلمها إلا من سلم من هذا المرض العضال.

٧ – التدابر: المعاداة، يُقال: دابرت الرجل: عاديته، وقيل: معناه: لا تقاطعوا ولا تهاجروا؛ لأن المتهاجرين إذا ولّى أحدهما عن صاحبه فقد ولاه دبره

٨ – معنى كونوا عباد الله إخوانًا: أي: تعاملوا وتعاشروا مع بعضكم معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة، والتعاون في الخير، ونحو ذلك من صفاء القلوب، والنصيحة بكل حال للمسلمين .

٩ – الهجرة: ترك الشخص مكالمة الآخر إذا تلاقيا، والهجرة في الأصل فعلًا أو قولًا.

١٠ – إنما جاز الهجرة في ثلاث أيام، وما دونها، لما جُبل عليه الآدمي من الغضب، فسُومِحَ بذلك القدر؛ ليرجع فيها ويزول ذلك الشيء الذي أغضبه، وحمله على هجرة أخيه، وهذا يكون بين المسلمين بسبب تقصير يقع منهم في حقوق الأخوة، والعشرة، والصحبة.
ومن هجر مسلمًا أكثر من ثلاثة أيام أثم؛ لأنه ﷺ أخبر أنه لا يحل ذلك، ومن فعل ما هو محظور عليه فقد اقتحم حمى الله، وانتهك حرمته .

١١ – أما إن كانت الهجرة بسبب الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع واجبة في جميع الأوقات وعلى مدار الأيام، ولا تقتصر على ثلاثة، ما لم يظهر منهم التوبة، والرجوع إلى الحق ، شرط أن يعلم الإنسان يقينًا أن هذا الشخص مبتدع، فيحرم على المسلم وصف أخيه أنه مبتدع جزافًا بغير دليل يتيقن به أنه مبتدع.

١٢ – من مضار التباغض والتحاسد والتدابر والتهاجر:

1- الحرمان من مغفرة الذنوب

2- الأضرار الكثيرة الذي يصيب الحاسد في الدنيا والآخرة، منها:
• الحاسد دائمًا في هم وحزن، كلما أنعم الله على أحد بنعمة احترق قلبه، فلا يزال الحاسد يعذب بكل نعمة يراها على الناس.
• الحاسد قد يتمنى لنفسه البلاء، وهو لا يدري، كمن يحسد الناس على المال، فإذا رزقه الله المال بغى وطغى وفسد، وانشغل عن أمر الآخرة، فكان المال نقمة عليه، نعمة على غيره، سبحانه هو الحكيم العليم.
• الحاسد معترض على أقدار الله تعالى، فهو سبحانه الذي قسم الأرزاق، فجعل هذا غنيًّا وهذا ذكيًّا، وهذا عالمًا إلى غير ذلك
• الحاسد متشبه بالمشركين وبالمنافقين واليهود في تمنيهم الشر للمسلمين، وزوال النعم عنهم .
• الحاسد جندي من جنود إبليس، يسخره إبليس لإمضاء ما يريد في عباد الله الصالحين.
• أول من حسد البشر إبليس، حين حسد آدم على مكانته عند الله، وأبى أن يسجد له حسدًا، فلا تتشبه بالشيطان اللعين .

من كتاب الحديث _ سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم
#فوائد_حديثية

Pin It on Pinterest

Share This