احترس فعدوك متربصٌ بك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرًا من عداوة الشيطان: (إنَّ الشَّيطانَ قعدَ لابنِ آدمَ بأطرُقِهِ ، فقعدَ لَهُ بطريقِ الإسلامِ ،
فقالَ : تُسلمُ وتذرُ دينَكَ ودينَ آبائِكَ وآباءِ أبيكَ، فعَصاهُ فأسلمَ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الهجرةِ ،
فقالَ : تُهاجرُ وتدَعُ أرضَكَ وسماءَكَ، وإنَّما مثلُ المُهاجرِ كمَثلِ الفرسِ في الطِّولِ، فعَصاهُ فَهاجرَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الجِهادِ،
فقالَ : تُجاهدُ فَهوَ جَهْدُ النَّفسِ والمالِ ، فتُقاتلُ فتُقتَلُ، فتُنكَحُ المرأةُ، ويُقسَمُ المالُ،
فعصاهُ فجاهدَ،
فقالَ رسولُ اللَّهِ: فمَن فعلَ ذلِكَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، ومن قُتِلَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ، وإن غرِقَ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ، أو وقصتهُ دابَّتُهُ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ)
صحيح النسائي 3134
لم يدع الشيطان طريقًا ولا وسيلة للوصول للإنسان إلا اتبعها وجدّ فيها واجتهد,
فبدأ الحديث بوقوفه للإنسان على باب دخولِه الإسلام فخوفه منه
كما فعل بأبي طالب فمات على الكفر؛ لأنه استمع له واتبعه فردد عليه أتترك دين آبائك!
أتترك ما تربيت عليه ونشأت!
وكذلك في حياتنا نحن الآن لو أن شابًا علم سبيل الصالحين وقرر اتباعهم واتباع أمر ربه وطريقه المستقيم لخوَّفه الشيطان أيضًا, أتترك أصدقائك!
أتترك مجالسهم وضحكهم!
أتترك الاختلاط الذي اعتدت عليه !
أتترك حياتك لتكون منبوذا وحيدًا غريبًا !
أتتركين التبرج والتنمص,
فينظر زوجك لغيرك!…. ولكن لو تذكر العبد ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأَ الإسلامُ غريبًا، وسيعودُ كما بدأَ غريبًا، فطوبى للغرباءِ)
صحيح مسلم 145,
وقول الله عز وجل: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) البقرة 268,
وعلم أن هذا دأب الشيطان, واستعان بالله عز وجل وقوّى عزيمته وجاهد الشيطان لما انزلق في طريقه أبدًا ولاستطاع الانتصار عليه فإن كيده كان ضعيفًا, بل من كرم الله عز وجل وفضله أن يبدله خيرًا, مجالس أطيب من الأولى وأصدقاء أفضل وصحبة صالحة تعينه على أمور دينه ودنياه ولانشرح صدره واستشعر لذة الأنس بطاعات ربه والتي لا تعادلها لذة..