وقفة مع آية “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ”

وقفة مع آية

قال تعالى{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} [الكوثر : 1-3]

يقول الله -تبارك وتعالى- لنبيه ﷺ: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ أي: الخير الكثير، ومن هذا الخير نهر الكوثر الذي في الجنة، حافتاه قِباب اللؤلؤ المجوف، طينه مسك، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، أنيته كعدد النجوم ،

﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ أي: كما أعطاك الله الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومنه ذلك النهر، فاجعل صلاتك كلها لربك خالصًا، وكذلك نحرك أي: ذبحك كله لله، وهذا من الربط بين النعم وشكرها، فكل نعمة يلزمها شكر، وكل شكر على نعمة هو قيد لها، أي: فلا تذهب ولا تزول

﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ إنه مبغضك الذي يكرهك -يا رسول الله- ويكره ما جئت به من الهدى والحق هو الأبتر،

والبتر هو: القطع، وكانوا في الجاهلية إذا مات أبناء الرجل الذكور قالوا: أبتر، فلما مات أبناء رسول الله ﷺ قالوا: بُتر محمد، فأنزل الله:

﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾، فأبقى الله -تعالى- ذكره ورفع قدره، وأعزه بنصر دينه، وأوجب شرعته على العباد إلى أن تقوم الساعة، وصلى الله عليه وملائكته، وأمر المؤمنين بالصلاة عليه، وغير ذلك الكثير، وهل علمنا أن أحدًا من البشر رُفع ذكره كما رُفع ذكر نبينا ﷺ؟! .

من كتاب التفسير سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم
#وقفة_مع_آية

Pin It on Pinterest

Share This