? قال الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) النساء: 136
• قد يسأل سائل كيف يأمر الله تعالى المؤمنين بالإيمان, وقد سماهم مؤمنين؟
• الجواب: أن للعلماء في ذلك ثلاثة أقوال حكاه الماوردي وغيره من أهل التفسير.
☘️ الأول: يا أيها الذين آمنوا بمن قبل محمد من الأنبياء آمنوا بالله ورسوله, ويكون ذلك خطابا لليهود والنصارى.
☘️ الثاني: معناه, يا أيها الذين آمنوا بأفواههم آمنوا بقلوبكم, وتكون خطابا للمنافقين.
☘️ الثالث: معناه, يا أيها الذين آمنوا داوِموا على إيمانكم, ويكون هذا خطابا للمؤمنين, وهذا قول الحسن – تفسير الماوردي النكت والعيون ( 1 / 536 )
• وأما قوله: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فإن معناه: و من يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فيجحد نبوته فقد ضل ضلالا بعيدا …, ومعناه: من يكفر بمحمد وبما جاء به من عند الله؛ لأن جحود شيء من ذلك بمعنى جحود جميعه, ولأنه لا يصح إيمان أحد من الخلق إلا بالإيمان بما أمره الله بالإيمان به.
والكفر بشيء منه كفر بجميعه …
• وأما قوله: (فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) فإنه يعني: فقد ذهب عن قصد السبيل, وجار عن محجة الطريق إلى المهالك ذهابا وجورا بعيدا؛ لأن كفر من كفر بذلك خروج منه عن دين الله الذي شرعه لعباده – جامع البيان باختصار: (7 / 596 )