فوائد حديثية
تحريم الغيبة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ». قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ»أخرجه مسلم ( ٢٥٨٩)،وغيره.
⚘١- الغيبة من كبائر الذنوب، وقد نقل الإمام أبو عبد الله القرطبي الإجماع على أنها من الكبائر؛ لأن حد الكبيرة صادق عليها؛ لأنها مما ثبت الوعيد الشديد فيه .
⚘٢- اعلم أن الغيبة من أقبح القبائح، وأكثرها انتشارًا بين الناس، حتى لا يسلم منها إلا القليل من الناس.
⚘٣- ذكرك أخاك بما فيه( عام )، سواء كان في بدنه أو دينه، أو دنياه، أو نفسه أو خُلُقه، أو ماله، أو ولده، أو والده، أو زوجته، أو خادمه.
أو ثوبه، أو مشيه وحركته، وبشاشته، وعبوسته وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به.
سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك، ونحو ذلك.
⚘٤- ضابط الغيبة: كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم فهو غيبة محرمة، ومن ذلك المحاكاة بأن يمشي كمشيته أو غير ذلك يريد حكاية هيئة من ينقصه بذلك.
⚘٥- أسباب الغيبة وبواعثها:
1- شفاء المغتاب غيظه بذكر مساوئ وعيوب من يغتابه.
2- مجاملة الأصدقاء ومشاركتهم فيما يخوضون فيه من الغيبة.
3- سوء ظن المغتاب في غيره، سببًا للغيبة.
4- أن يُبرئ المغتاب نفسه من شيء وينسُبَه إلى غيره، أو يذكر غيره بأنه مشارك له.
5- رفع النفس وتزكيتها بتنقيص الغير.
6- حسد من يثني عليه الناس ويذكرونه بخير.
7- الاستهزاء والسخرية وتحقير الآخرين .
⚘٦ – الحالات التي تباح فيها الغيبة:
هي ستة أمور:
الأول: التظلم:
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر
الثالث: الاستفتاء
الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم
الخامس: أن يكون الإنسان معروفًا بلقب
كمن لقبه الأعرج، أو الأعمش، أو الجمل، وما أشبه ذلك، فلا إثم على من يقول
السادس: أن يكون مجاهرًا بالفسق والمعاصي
كالمجاهر بشرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وأكل الربا وغير ذلك من المحرمات، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من الأشياء التي لم يجهر بها، إلا إذا وُجد سبب آخر من الأسباب التي تُباح معها الغيبة.
كفارة الغيبة:
الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب إلى الله، ويتأسف على ما فعله، ثم يطلب ممن اغتابهم أن يعفو عنه، فتمشي إلى من أسأت إليه واغتبته، وتقول له: أنا ظلمتك، فإن شئت أخذت حقك، وإن شئت عفوت، فإن لم يسامحه المظلوم، أخذ هذا المظلوم من حسناته يوم القيامة، فإن لم يكن حسنات، وضع من سيئات هذا المظلوم على الظالم.
💧 فما دلت عليه السُّنة، هو وجوب التحلل من المظلوم .
من مضار الغيبة:
1- صاحب الغيبة يعذب في النار؛ لأن حسناته ذهبت لمن اغتابهم، ثم طرحت من سيئاتهم عليه ثم طرح في النار.
2- صاحب الغيبة يذوق سوء العذاب.
3- الغيبة دليل على خسَّة المغتاب، ودناءة نفسه .
4- تفسد الأخوة بين المؤمنين، وتبعث الشر في النفوس، وتسود القلب لأن القلب يسود بالمعاصي، والغيبة من أكبر المعاصي، وغير ذلك.
من كتاب الحديث _ سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم .