فوائد حديثية ( الوصية بالنساء

فوائد حديثية

الوصية بالنساء

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه ، قَالَ: قَالَ رسول الله ﷺ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء خَيْرًا ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» أخرجه البخارى ( ٣٣٣١) ، ومسلم ( ١٤٦٨) وغيرهما

١- كان العرب في الجاهلية، يكرهون البنات؛ حتى أن أحدهم يسود وجهه إذا بُشر بالأنثى، وكانوا ينظرون إليها على أنها بضاعة تباع وتشترى، يتصرفون فيها كيف شاءوا.
ومن ذلك دفن البنات في التراب وهن أحياء، خشية العار بزعمهم .

٢- كان العرب في الجاهلية يعتبرون المرأة من الميراث، فإذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله، فيسيء معاملتها حتى يرثها أو يزوّجها من أراد.

٣- من فساد عقولهم أن كان لهم نكاح يسمونه «نكاح الاستبضاع»، وهو أن الرجل يرسل امرأته -إذا طهرت من الحيض- إلى رجل من كبار القوم لتأتي منه بولد، ويعتزلها زوجها ولا يمسها حتى يتبين حملها من ذلك الرجل، وإنما يفعل هذا رغبة في نجابة الولد، أي: كي يأتي ولد يتصف بصفات ذلك الرجل الشريف بزعمهم.

٤- كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها دخلت خِفشًا -أي: بيت صغير جدًّا- ولبست شر ثيابها، حتى تمر سنة.

٥- كان الرجل في الجاهلية يقول للرجل: شاغرني؛ أي: زوجني ابنتك، على أن أزوجك ابنتي أو أختي بلا مهر، وهو ما يسمى نكاح الشغار، فكانوا يتعاملون مع المرأة على أنها سلعة يتصرف فيها مالكها كيف شاء .
وغير ذلك من الظلم البيّن للمرأة في الجاهلية.

٦ – جاء الإسلام، فأعزها غاية الإعزاز، ورفع شأنها وكرمها، والمقام لا يتسع لذكر مكانتها في الإسلام.

٧ – قوله ﷺ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ»:
والمعنى: أوصيكم بهن خيرًا فاقبلوا وصيتي فيهن، بالرفق والصبر عليهن، فإنهن خلقن من ضلع، وذلك لأن حواء -وهي أم البشر- خلقت من ضلع آدم وأعوج ما في الضلع أعلاه، مبالغة في الاعوجاج .

٨ – قوله ﷺ: «فإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ»:
والمعنى: إن أردت أن تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها، لأنك إذا حاولت أن تستقيم لك على ما تريد، فلا يكن ذلك، وحينئذ تسأم منها وتطلقها، فكسرها طلاقها.
فأرشد ﷺ الرجال إلى ملاطفة النساء، والصبر على ما لا يستقيم من أخلاقهن، والتنبيه على أنهن خلقن على تلك الصفة، وليس من الحكمة أن يطلب منها حقه كاملًا؛ لأنه لا يمكن أن تأتي به على وجه الكمال، ولكن كما قال رسول الله ﷺ: «وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ».
فاستمسك بهذا التوجيه النبوي الحكيم، فإن استقامت في دينها، فلن تستقيم فيما تقضيه طبيعتها، ولا تكون لزوجها على ما يريد في كل شيء، فهي قاصرة ومقصرة بمقتضى جبلتها وطبيعتها .

٩ – هل من حق الزوج ضرب زوجته؟
يحرم على الزوج ضرب زوجته ضربًا مبرِّحًا، شديدًا شاقًّا، إنما أباح الشرع للزوج تأديب زوجته الناشز سيئة الخلق والعشرة التي تتطاول على الزوج، فأمر الله أن يعظها ويذكرها بالله، فإن لم ترجع وأصرت على ذلك، انتقل إلى المرتبة الثانية، وهي هجرتها في الفراش، فإن لم ترجع، وظلت على نشوزها، انتقل إلى المرتبة الثالثة، وهي الضرب الغير مبرِّح -ولا يضرب الوجه- ليزجرها عن نشوزها، وإلا ماذا عساه أن يفعل مع مثل هذه ؟!

١٠ – من فوائد حُسن معاشرة الزوجة:
1- تصبح من خير الناس .
2- يثمر الألفة والمحبة بين الرجل وزوجته، فيحيا كلاهما في سكينة وطمأنينة.
3- السلامة النفسية للأبناء، فإذا نشأ الطفل على التواد والتراحم، والتعاطف بين الأبوين، كان له أكبر الأثر في نفسه.

من كتاب الحديث سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم

#فوائد_حديثية

Pin It on Pinterest

Share This