فز بليلة القدر
↩ ليلة القدر ليلة فاضلة، وهي أفضل ليالي السنة، وقد شرف الله تعالى هذه الأمة بليلة القدر فلم تكن للأمم السابقة، وهي باقية إلى يوم القيامة، ويُستحب طلبها والاجتهاد في إدراكها.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
جاء في شرح مسلم(3/298):
قوله صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانًا، واحتسابًا” معنى إيمانًا: تصديقًا بأنه الحق مقتصد فضيلته،
ومعنى احتسابًا: أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص.
قال تعالى :” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ” القدر: ٣
أي خير من ثلاثة وثمانين وثلث سنة تقريبًا من العبادة.
قال سفيان الثوري: بلغني عن مجاهد ليلة القدر خير من ألف شهر، قال: عملها، صيامها وقيامها خير من ألف شهر.
قال السعدي في تفسيرها:
سُميت ليلة القدر لعِظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدّر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق والمقادير القدرية، ثم فخّم شأنها وعظّم مقدارها فقال: ” وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ” أي: فإن شأنها جليل وقدرها عظيم.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ: أي تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها.
وهذا مما تتحير فيه الألباب وتندهش له العقول، حيث منَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عُمر رجل معمِر عمرًا طويلًا نيفًا وثمانين سنة.
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (20/131، 133) بتصرف:
↩ ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ” بين فضلها وعظمها وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل، وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر، والله أعلم.
↩ وقال كثير من المفسرين: أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
قيامها والدعاء فيها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت: يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». صحيح الترمذي (٣٥١٣)، وغيره.