الخوض في الباطل
هو الكلام في غير مباح, ولا معروف, إنما هو الكلام عن أنواع المعاصي ومرتكبيها, فتارة يكون الكلام عن أحوال النساء وذِكر مفاتنهم, وتارة يكون الكلام عن أهل الفن (من الممثلين والممثلات) سواء كان الكلام عن أحوالهم الشخصية أو عن فنهم, فكل ذلك حرام وهو من آفات اللسان,
فإن الكلام عن هؤلاء بشرٍّ غِيبة ولا يحق لك أن تغتاب المسلمين – وإن كانوا من أهل المعاصي – وإن كان الكلام عن إنجازاتهم الفنية فأنت تدعو الناس إلى التأسي بهم, فنجاح هؤلاء السبب الرئيس فيه مدح الناس لهم ومشاهدة أعمالهم الفنية – من أفلام ومسلسلات ومسرحيات وغير ذلك-
فكن داعيًا إلى الخير, فإن لم تستطع فلا تكن للشر داعٍ.
وكذا الكلام عن السياسين والخوض في أعراض هؤلاء وغيرهم بحجة أنه كلام في السياسة, ما التفت إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “… وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ) البخاري ٦٤٧٨ !
فهل السياسي يحل عرضه؟! هل الوزير يجوز أن أسلي المجلس بالكلام عنه وإن كان باطلًا؟! هل يحق لي أن أنقل أخبار ما أنزل الله بها من سلطان اعتمادًا على ما ينشر في الصحف؟!
والرد: لا, وكل ذلك حرام, وسيحاسب فاعله, سواء كان ما يتكلم به عن الغير حق أو باطل, وسيأخذ حسناتك يوم القيامة كل من خضت في عرضه وتكلمت عليه بحق أو بغير حق,
والطامة الكبرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الذي يُقتص منه إذا فنيت حسناته طُرح من سيئات الخصم عليه ثم طُرح في النار.
بالله عليك هل ترضى لنفسك أن تهدي حسناتك لغيرك حتى إذا لم يبق لك حسنة طَرح الخصم عليك من سيئاته ثم تُطرح في النار؟! هذا والله لا يرضاه عاقل.
فنسأل الله جل في علاه أن يهب لنا عملًا صالحًا ننشغل به عن الناس, والخوض في أعراضهم وأحوالهم وكل ما لا يعنينا, إنه قريب مجيب الدعاء. وصلِّ اللهم على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم.