إما جنة وإما نار ولا إجبار
♦️ قال رسول الله ﷺ: (لما خلق اللهُ الجنةَ قال لجبريلَ: اذهبْ فانظرْ إليْها، فذهب فنظر إليها، ثُمَّ جاء فقال: أيْ ربِّ! وعزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بها أحَدٌ إلَّا دخَلَها، ثُمَّ حفَّها بالمكارِهِ، ثُمَّ قال: يا جبريلُ! اذهبْ لا ن ظل إليها ، فذهب، ثُمَّ نظر إليها، ثُمَّ جاء فقال : أيْ ربّ! وعزَّتِكَ لقَدْ خشِيتُ أن لا يَدْخُلَها أحَدٌ ، فلما خلق اللهُ النارَ، قال: يا جبريلُ! فانظرْ إليها ، فذهبَ فنظر إليها، ثُمَّ جاء فقال: وعزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بها أحدٌ فيدخُلُها، فحفَّها بالشهواتِ، ثُمَّ قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها، فذهب، فنظرَ إليها فقال: أيْ ربِّ وعزَّتِكَ لقدْ خشيتُأن لا يبقى أحد إلَّا دخلَها)
مسند أحمد8379, وصححه الألباني في صحيح الجامع 5210
فلا يسمع أحدٌ عن الجنة وجمالها وروعتها ونعيمها المقيم إلا أراد دخولها والمكث فيها ففيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, ولكنها حفت بالمكاره فربما كره شخصٌ القيام من نومه لصلاة الفجر أو كره الوضوء في البرد القارس أو كرهت نفسه الصيام في حر الصيف أو كرهت المسلمة ارتداء الحجاب مع أشعة الشمس, فالمكاره كثير حتى أن جبريل قال لله عز وجل أنه خشي ألا يدخلها أحدٌ من شدة المكاره والفتن حولها .
✔️ فكل الأمور التي أمرك بها الله عز وجل وربما كرهتها نفسك إذا اجتهدت وجاهدت وعصيت نفسك وفعلتها هي خطوة لدخولك الجنة التي حُفت بتلك المكاره ليعلم الله الصادق من الكاذب, من أراد الجنة بصدق من الدّعي الذي تمنى ولم يفعل لذلك أفعالًا.
وكذلك النار لمَّا رآها جبريل ظن أنه ما سمع بها وبعذابها وبسعيرها وحرها أحدٌ إلا ابتعد عنها قدر استطاعته قال ﷺ: (اشتَكَتِ النارُ إلى ربها ، فقالتْ : ربِّ أكلَ بعضي بعضًا ، فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ ، فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ .) صحيح البخاري 3260 واللفظ له, مسلم 617……
ولكن لما رأى جبريل ماأحيطت به النار من شهوات وملذات ظن أنه لن يبقى أحدٌ إلا دخلها . فكلما اتبع العبد ما حرمه الله وأحبته نفسه ومالت إليه خطى بنفسه خطوة إلى النار أعاذنا الله وإياكم منها فلا يترُكنَّ العبد نفسه حتى يقع في الذنب حتى ولو استصغره, فمعظم النار من مستصغر الشرر . فكل محرم يقترفه وكل معصية يتجرأ بها على الله عز وجل تُكتب عليه ولا بد فالطريق أمامه فليختر لنفسه, إما جنة وإما نار, ولا إجبار…