ج: لم يرد حديث صحيح مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في استحباب صوم رجب وقد كره جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم تخصيص رجب بالصوم، لأنه شهر كان يعظم في الجاهلية، ولا يجوز أيضًا ما يفعله العامة اليوم من تخصيص أول يوم في رجب أو أول خميس أو أول ثلاثة أيام منه بالصوم أو تخصيص يوم السابع والعشرين منه بالقيام والصيام وكل ذلك من البدع المحدثة التي تخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فإن أراد الصوم في رجب غير معظم له كما كانوا يفعلون في الجاهلية وغير معتقد أنه أفضل من غيره من الأشهر ومن غير أن يخص منه أيامًا معينة بالصيام والقيام معتقدًا أنها سنة، فإذا تجنب كل هذا وأراد أن يصوم من رجب أيام كالاثنين والخميس أو أن يصوم يومًا ويفطر يومًا أو صيام الأيام البيض ونحو ذلك فلا مانع لعموم الأدلة الدالة على فضل صوم التطوع، والله تعالى أعلم.