ج: بين أهل العلم نزاع في هذه المسألة، والذي أراه وأعتقد أنه الحق أن الميت في قبره لا يسمع شيئًا مما يقال عنده، إلا ما دلت السنة عليه، مثل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قتلى بدر بأسمائهم، وأسماء آبائهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم، فقام عليهم، فناداهم، فقال: «يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًا» فسمع عمر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال: «والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا» ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر.أخرجه مسلم (2874) وكذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم …. ». أخرجه البخاري (1374) ومسلم (2870 ( فالميت يسمع في بعض المواضع التي ذكرت في الأحاديث، وأما غير ذلك فلا لقوله تعالى: ( وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ) فاطر: (22)