ج: لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى نافلة بعد صلاته الظهر والعصر جمع تقديم في عرفات، ولو كانت مشروعة لكان أحرص الناس عليها، والخير كل الخير في الاقتداء به واتباع سنته صلى الله عليه وسلم. س28: هل هناك ثواب معين في صعود جبل عرفات والصلاة عليه؟ ج: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صعد جبل عرفات، ولا اتخذه منسكًا، ولا أمر أحدًا بصعوده، ولم يفعل ذلك أحد من الصحابة ومن تبعهم بإحسان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار وقال: «… وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ». أخرجه مسلم (149-1218( ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يصلي نفلًا بموقف عرفات، بل اكتفى بصلاة الظهر والعصر في مسجد نمرة، جمعًا وقصرًا، واشتغل بعد صلاته الظهر والعصر بذكر الله تسبيحًا وتهليلًا وتحميدًا وتكبيرًا وتلبية، وبدعاء ربه والضراعة إليه، حتى غربت الشمس. وعليه فاتخاذ مصلى أو مسجد على هذا الجبل ليصلي فيه من صعد عليه من البدع المحدثة، والله تعالى أعلم.