ج: مذهب الإمام مالك وأبو حنيفة وأهل الظاهر أن التلبية واجبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أهلَّ ملبيًا وقد أمر أمته أن يمتثلوا لأمره في الحج فقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه الذي أخرجه مسلم أنه قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» أخرجه مسلم (1297).
ولم يرد -فيما علمت- عن أحد من الصحابة -رضي الله عنهم-، أنه ترك التلبية، والله تعالى أعلم
أما عن صيغة التلبية: فقد روي عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:«أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ».
قال: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَزِيدُ فِيهَا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ».البخاري (1549) ومسلم (1184) واللفظ لمسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ». أخرجه البخاري (1550).