ج: أكثر أهل العلم منهم- الإمامان الشافعي وابن حزم وغيرهما – على استحباب الأضحية للمسافر والحاج للأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، ومنها ما روي عن عائشة رضي الله عنها «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَحَاضَتْ بِسَرِفَ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ، وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ: مَا لَكِ أَنَفِسْتِ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ».أخرجه البخاري (5548) ومسلم (119-1211).
وما روي عن ثوبان قال: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِيَّتَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا ثَوْبَانُ أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ».أخرجه مسلم (1975)
كما أن الأضحية سنة مؤكدة وفعل خير يكره تركها مع القدرة ، ولا دليل على استثناء المسافر والحاج من هذه الشعيرة الظاهرة.