إثم المغتابين
تقدم بيان خطر الغِيبة, وأنها من كبائر الذنوب كما نُقل الإجماع على ذلك.
ونبين هاهنا إثم المغتابين:
١- المغتاب ارتكب ذنبًا يعادل أعظم أنواع الربا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أربى الربا عرض الرجل المسلم), أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/٣٧), قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين, ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي
٢- المغتاب له عذاب أليم مهين في الآخرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لما عُرج بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمشون وجوهَهم وصدورَهم ! فقلتُ : من هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين يأكلون لحومَ الناسِ ، ويقَعون في أعراضِهم) أخرجه أحمد في المسند (٣/٤٢٤), أبو داود ٤٨٧٨
٣- المغتاب يأتي مفلسًا يوم القيامة وقد أخذ حسناته من اغتابهم في الدنيا أو ظلمهم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون مَن المُفلِسُ؟) قالوا: المُفلِسُ فينا يا رسولَ اللهِ مَن لا درهمَ له ولا متاعَ له فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (المُفلِسُ مِن أمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاتِه وصيامِه وزكاتِه وقد شتَم هذا وأكَل مالَ هذا وسفَك دمَ هذا وضرَب هذا فيقعُدُ فيُعطى هذا مِن حسناتِه وهذا مِن حسناتِه فإنْ فنِيَتْ حسناتُه قبْلَ أنْ يُعطيَ ما عليه أُخِذ مِن خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ) صحيح ابن حبان ٤٤١١
الذي تغتابه أنت تبغضه, فكيف تهدي حسناتك لمن تبغضه ؟
والأعظم من ذلك أن يلقي عليك سيئاته ثم تُلقى في النار بسبب إنسان تكرهه !!