الغيبة
من أخطر آفات اللسان “الغِيبة” وهي محرمة بالنص والإجماع بل من الكبائر وقد نقل القرطبي وابن كثير رحمهما الله الإجماع على أن الغيبة من الكبائر, وبناء على ذلك فهي من أعظم الذنوب التي ينبغي للمسلم أن يتوب منها.
أدلة تحريم الغيبة من الكتاب والسنة:
قال الله تعالى : (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) الحجرات ١٢
وقال سبحانه وتعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) الهمزة ١
الهماز بالقول, واللماز: بالفعل, يعني يزدري الناس وينقص منهم, وقيل: طعان معياب, وقال قتادة: همزه ولمزه بلسانه وعينه, ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم… تفسير ابن كثير
وقد ورد في باب الغِيبة عدة أحاديث تبين تحريمها منها:
قوله صلى الله عليه وسلم : (لما عَرَجَ بي ربي عزَّ وجلَّ مرَرْتُ بقومٍ لهم أظفارٌ مِنْ نُّحَاسٍ ، يَخْمِشونَ وجوهَهم وصدورَههم، فقلْتُ : من هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذين يأكلونَ لحومَ الناسِ ، ويقعونَ في أعراضِهِم) أخرجه أحمد في المسند (٣/٢٢٤) وصححه الألباني في صحيح أبي داود ٤٨٧٨
ما هي الغِيبة ؟
أن تذكر أخاك المسلم في غيبته بما يكره أن يقال عليه في حضوره ولو علمت أنه يسمعك ما تكلمت بما قلت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أتدرون ما الغيبةُ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : إن كان فيه ما تقولُ ، فقد اغتبتَه . وإن لم يكنْ فيه ، فقد بهتَّه) صحيح مسلم ٢٥٨٩ ، بهتَّه: أي ظلمته
ويبقى بيان إثم المغتابين, والأسباب الباعثة على الغيبة, وطرق التخلص من هذه الآفة المهلكة للحسنات, ومايفعله من جلس مجلسًا يغتاب فيه المسلمون, وما يباح من الغيبة, وبم تُكَفَّر الغِيبة؟ وكيف نتوب منها؟