• الله تبارك وتعالى نادى عباده المؤمنين في كتابه في أكثر من موضع؛ لأنهم هم الذين يعقلون ويفهمون عن الله عز وجل, وهم أهل اليقين على الحقيقة, فناداهم في كتابه العزيز ليأمرهم بما يحب, وينهاهم عما يكره, ويعلمهم ويرشدهم إلى ما يصلح دينهم ودنياهم, فهم حقا المنتفعون بالنداء الإلهي
• ومن النداءات الإلهية في القرآن قول الله تعالى:
• ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) البقرة: 254
• أي: يا من أقر بلسانه بالإيمان, أنفق في سبيل الله تصديقا لدعواك, فأنتم أيها المؤمنون أهل الإيقان بالآخرة, فناداهم الله تبارك وتعالى ليحثهم على الإنفاق ابتغاء مرضاته, والإنفاق هنا أعم من الزكاة, بل يحتمل جميع وجوه الإنفاق,
• ( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ )
• أي: من قبل أن يأتي يوم يتعذر استدراك ما فات من أبواب الخير ومنها الصدقة, فيوم القيامة لا ينفع فيه البيع ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب الله ما تقبل منه, ولا تنفعه الخلة وهي المودة, ولا تنفعه شفاعة الشافعين إن كان من الكافرين
فحري بالمؤمن أن يعمل ليوم مقداره خمسين ألف سنة يحاسب فيه الله تعالى العباد بمثاقيل الذرة…