المحاضرة الثالثة_ “مفهوم الفتنة، وما الواجب على المسلم فعله وقتها؟”

المحاضرة الثالثة: “مفهوم الفتنة، وما الواجب على المسلم فعله وقتها؟”

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

مفهوم الفتنة:
هناك معانٍ كثيرة للفتنة، ومنها:
الفتنة بمعنى: الابتلاء والامتحان والاختبار.
وهذا المعنى هو جماع معنى الفتنة في كلام العرب؛ فقد يُبتلَى المرء بمرض أو فقر لكي يُختبَـر قلبه؛ هل سيكون شاكرًا راضيًا ثابتًا صادقًا في إيمانه وحبه لله أم سيكون عاصيًا مُعرِضًا؟!

قال تعالى: {وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡـرِ فِتۡنَةٗۖ (35)}. [الأنبياء].

إذن اختبار الفتنة لا يحدث بالشر فقط –وإن كان هذا أكثـر ما يحدث- لكن قد يحدث بالخير أيضًا؛ فالمال فتنة، والولد فتنة، والسعة في الرزق ورغد العيش… كل هذه أيضًا ابتلاءات.

ما الواجب على المسلم فِعله في وقت الفتن؟

أولًا: يجب على المسلم أن يُصدِّق ويستسلم استسلامًا كاملًا بكل شيء أخبرنا به النبي ﷺ، والفتن الواقعة في المستقبل هي من الأمور الغيبية الـتي أخبرنا بها النبـي ﷺ في الأحاديث الصحيحة؛ فلا يتكلم النبي ﷺ إلا بوحي من الله.
لذلك يجب تصديقه في كل ما أخبـر به كما نُصدِّق القرآن؛ فقد قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (3)}. [النجم].
وبالفعل فإن ما قاله النبي ﷺ يقع كما أخبرنا به.

ثانيًا: يجب على المسلم المبادرة إلى الأعمال الصالحة؛ وإن كنا مأمورين بذلك في كل وقت إلا أن الحاجة إليها في وقت الفتنة أشد؛ فعلى المسلم الالتجاء إلى الله والاعتصام به والإكثار من الطاعات والتقرب أكثـر إلى الله تبارك وتعالى.

Pin It on Pinterest

Share This