وقفة مع آية
قال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)} [الفيل : 1-5]
الخطاب للنبي ﷺ، والمعنى: أما رأيت قدرة الله وعظمته، وما فعله بأصحاب الفيل -وهم قوم من الحبشة نصارى، رئيسهم أبرهة- كانوا قد عزموا على هدم الكعبة، ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وخيَّب سعيهم،
قال: ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ وجعل مكرهم وسعيهم لتخريب الكعبة في تضييع وإبطال، بأن دمرهم أشد تدمير
{ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾ وأرسل عليهم طيرًا في جماعات متفرقة، يتبع بعضها بعضًا من نواح شتى،
﴿تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴾ ترميهم -أي جماعات الطير- بحجارة من طين متحجرة
﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴾ جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا اكلته البهائم، فرد الله كيدهم، وحمى الكعبة من شرهم، وهذا في السنة التي ولد فيها رسول الله ﷺ .
من كتاب التفسير سلسلة بداية الهداية للشيخة أم تميم
#وقفة_مع_آية