العلاج الذي يمنع اللسان من الغيبة
١- أن يعلم تعرضه لسخط الله تعالى بغيبته, وأنها محبطة لحسناته يوم القيامة, فالغِيبة تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه بدلًا عمّا استباحه من عرضه, فإن لم تكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه ثم طرح في النار, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم) الترمذي ٢٦١٦
٢- يستشعر أنه يمسك بقطعة لحم من جسد أخيه ويقربها إلى فمه ليأكلها ميتة, كذا شبه الله تعالى المغتاب لإخوانه من المسلمين, قال تعالى: ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ) الحجرات ١٢
٣- مراقبة الله عز وج في السر والعلن, وأن يستحي من الملائكة التي لا تفارقه وهي معه وهو يغتاب, وتكتب كل ما يتكلم به, قال تبارك وتعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق ١٨
٤- أن يقلل الكلام, ولا يتكلم إلا لو علم أن الكلام لا يضر دينه, فمن صفات المؤمنين الإعراض عن اللغو, قال جل وعلا: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ – الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ – وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون ١-٣
٥- تجنب الجلوس مع من لا يخاف الله ولا يخشاه. والإقبال على أهل الفضل والصلاح الذين يُذَكِّرونه بالله إذا نسي, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الجَلِيسِ الصالِحِ والجَلِيسِ السُّوءِ ، كمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ ، لا يَعْدِمُكَ من صاحِبِ المِسْكِ : إما تَشْتَرِيهِ أو تَجِدُ رِيحَهُ ، وكِيرُ الحَدَّادِ : يَحْرِقُ بَدَنَكَ أو ثَوْبَكَ ، أو تَجِدُ منه رِيحًا خبيثةً) البخاري ٢٢٠١ واللفظ له, مسلم ٢٦٢٨
٦- دعاء الله عز وجل أن يكشف عنه هذا الداء, وأن يهديه لأحسن الأخلاق, فهو سبحانه بيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله وهو على كل شئ قدير,
وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واهدِني لأحسنِ الأخلاقِ. لا يهدي لأحسنِها إلا أنت. واصرِفْ عني سيِّئَها. لا يصرفُ عني سيِّئَها إلا أنت ) مسلم ٧٧١
وكان من دعائه: (اللَّهمَّ جنِّبني مُنكراتِ الأخلاقِ والأعمالِ والأهْواءِ والأدْواءِ) الطبراني ١٣٨٤
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخُلق.