من لم يعبد الله عبد كل شيء
◼قال ابن الجوزي:
اعلم أن مطلق الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير التفكر في العاقبة, ويحث على نيل الشهوات عاجلا,
وإن كانت سببا للآلآم والأذى في العاجل ومنع اللذات في الآجل . انتهى .
فالهوى يدعو صاحبه لنيل الشهوات,حتى وإن كانت تلك الشهوات سببًا في الآلام وإن لم يستمتع بها العبد ,
فالمتبع لهواه لا يفكرفي عواقب الأمور, ولا يهتم بمآلاتها, كمن يقول دومًا ” أنا حر “
وهذا لو كان حرًا لتحرر من اتباع هواه, ولكنه تحرر من عبودية ربه وعبد هواه ولا حول ولا قوة إلا بالله, فمن لم يعبد الله عبد كل شيء.
◘قال إبراهيم بن علقمة لقوم جاءوا من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر, فماذا عملتم في الجهاد الأكبر ،قالوا وما الجهاد الأكبر؟ قال جهاد النفس .
فجهاد النفس أشد من جهاد العدو ومن قطع الروؤس؛ فجهاد العدو مدته قصيرة محددة,
ونهايته إما نصرٌ وإما شهادة أما جهاد النفس فلا ينفك عن الإنسان إلا بانفكاك روحه منه, مستمر طوال عمره لا يتركه إلى أن تبلغ الحلقوم ..