لماذَا رجَّح فريق من العُلماءُ أنَّ اسم الجلالةِ ( الله ) هُوَ الاسْمُ الأعْظَمُ؟
والجَوَابُ: أولاً: لأنَّ هَذَا الاسْمَ لم يُطْلَقْ عَلَى غَيْرِ
اللهِ؛ فلَمْ يَسْتَطِع أحَدٌ أن يُسَمِّي نَفْسَهُ بهِ، حتَّى الكُفَّارُ والمشْرِكُونَ؛ فَقَدِ اشْتَّقُوا مِنْ أَسْمَاء اللهِ أَسْمَاءً لآلهَتِهِم؛ كاللَّاتِ والعُزَّى ومَنَاة، ولكِنْ مَا استَطَاعَ أحَدٌ مِنْ مُشْرِكي العَرَبِ وغَيْرِهِمْ أَنْ يُسَمِّي نفْسَهُ أَوْ أَنْ يُسَمِّي الآلهةَ المدَّعاةَ! باسمِ ( الله )؛ بَلْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [لقمان:25].
فكَانُوا مُقَرِّيْنَ بتَوحِيْدِ الرُّبُوبيَّةِ، وأَنَّهُ تَعَالَى الخالِقُ الرَّزَّاقُ المدَبِّرُ، وكَانُوا يَعْلَمُون وكَانُوا يَعْلَمُون أَنَّ اللهَ في السماء, ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال:32].
✅ثانيًا: لأنَّهُ إمَامٌ لِسَائِرِ الأَسْمَاءِ؛ فاسم الله يضاف إليه سائر الأسماء وليس العكس, فنقول اه َ الكريم, الله الرحيم, الله الغفور, ولا نقول الكريم الله, الرحيم الله, الغفور الله وهكذا؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر:22-24].
وكَمَا قَال تَعَالَى : ﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران:2].
وكذلكَ؛ في الشَّهادَةِ: ( أشْهَدُ أنَّ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ )، وفي كلماتِ الأذَانِ: ( أشْهدَ أنَّ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ)، وفي التَّشَهُّدِ: (أشْهَدُ أنَّ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ)، وعِنْدَ الذَّبْحِ: ( بسْمِ اللهِ )، وعنْدَ الطَّوافِ: ( اللهُ أَكْبَرُ)، وعند أيِّ أمْرٍ وأيِّ عملٍ نقولُ: ( بسْمِ اللهِ ).
⏪فهُو إمَامٌ لسَائِرِ الأسْمَاءِ، وجميعُ الأَسْمَاءِ تُضَافُ إلى ( اللهِ )، ولم توجَدْ آيةٌ ولا حديثٌ فيه أنَّ اسْمَ ( الله ) يُضَافُ إلى اسْمِ من أسمائهِ؛ إلاَّ مَرَّةً مُقَيَّدًا لعِلَّةٍ – في مطلعِ سُورةِ إبراهيمَ -؛ لكِنْ في سَائِرِ الأحْوَالِ نَجِدُ أنَّ الأسْمَاءَ الحُسْنَى هِيَ التِي تُضَافُ إلَيْهِ؛ كما في قَوْلِهُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، فلَمْ يُقَلْ: الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ: اللهُ !!
⭕فهَذِهِ مِنَ الأَسْبَابِ التي جَعَلَتِ عددًا من العُلَمَاءِ يجْنَحُونَ إلى هذا الرَّأي القائلِ بأنَّ اسم الجلالةِ ( الله ) هُوَ الاسْمُ الأَعْظَمُ. وهو الاسم الوحيد الذي إذا دخل عليه حرف النداء لا تنزع منه الألف واللام, فجميع الأسماء إن دخل عليها حرف النداء نزعت لام التعريف كقولنا يا رحمن يا رحيم, فلا نقول يا الرحمن أو يا الرحيم, لكن في هذا الاسم نقول يا الله.