تأمل عِظَم رحمته وإحسانه
كم ستر وغفر! كم حلُم على عبادٍ يذنبون الليل والنهار, لم يؤاخذهم بذنوبهم على غفلة, بل ينذر وينزل الكتب والرسل, ثم يستر, ويحلُم, ويغفر ويرحم,
وإن زاد العبد في الذنوب غفرها له ولو كانت مثل زبد البحر, وإن تاب تاب عليه, يحب التوبة ويفرح بها, أفعاله كلها إحسان, يُحب الرفق في الأمر كله, سبحانه عظيم في رحمته, عظيم في توبته, عظيم في مغفرته وستره وحلمه, عظيم في عطائه وكرمه وهو الغني عن خلقه.
كم أحسن إلينا بغير استحقاق! وكم أكرمنا ورزقنا بلا طلبٍ ولا دعاء! كم ضاعف لنا في الحسنات! وكم حط عنا من سيئات! كم عاملنا بلطفه وفضله! كم جبر كسر قلوبنا ورضّانا!
كم نجَّحنا بعد فشل ! كم وفقنا بعد زلل ! كم بصرنا بطرق الخير وصدًّ عنا طرق الغي! كم كف عنَّا شر كل ذي شر! كم أبعد عنا من لا يريدون بنا إلا السوء! كم منع عنَّا ما تمنيناه وتعلقنا به لعلمه أنه لا ينفعنا بل يضرنا, وكم أبدلنا خيرًا !
كم وفقنا لخيرات لا نستحق أن نفعلها, كم شرفنا بأعمال لا يُشرَّف بها إلا كل شريف وعفيف وذو خلق, كم شكرنا على واجباتٍ له علينا وفقنا هو إليها! كم تاب علينا وتقبل توبتنا وفرح بها! كم رزقنا من أنسٍ وسرورٍ في الدنيا ونحن لا نذكر إلا الهم والحزن,……
الخيرات من الرب كثيرةٌ كثيرة, لا تُعد ولا تُحصى, لكن الإنسان كنود ولا حول ولا قوة إلا بالله…