الاحتجاج بالقدر يكون عند حلول المصائب لا المعائب
♦عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فِي الْقَدَرِ، فَنَنزلت هذه الآيات. وفعلهم هذا كفعل إبليس حينما قال: ﴿رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر:39]،
فكأنما أراد بقوله هذا نسب الظلم البيّن لله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- ،
⚫وكان الإغواء كان رُغما عنه أو أنه أجبر على عدم السجود لآدم أو أجبر على الاستكبار, وكل مَن ظن بداخله أنه أُجبر على معصية فهو شابه إبليس في ظنه.
وقوله ﷺ: «وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» أخرجه مسلم (2664).
ومن السنة أن تحتج بالقدر عند وقوع المصيبة وليس عند وقوع العيب أي الذنب، وكمثال: لو أن شخصا خرج إلى الشارع ثم صدمته سيارة,
◀فلا يصح أن يقال له لماذا خرجت, لو استمعت للنصاحين بعدم الخروج أو الذهاب لهذا المكان لما حدث كذا وكذا، ولكن نقول أن قدر الله واقع عليه لا محالة؛ لأنه قُدّر عليه ذلك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، فلا نقول إلا قدّر الله وماشاء فعل,
↩ويكون هذا بعد وقوع تقدير الله لا قبله، فلا يمتنعن أحد عن التداوي ثم يقول هذا قدر الله علي, ولكن يأخذ بالأسباب ويتداوى ثم إذا لم يُشف يقول قدّر الله وما شاء فعل، لذلك قلنا الاحتجاج بالقدر عند وقوع المصائب لا المعائب فلا تفعل الذنب ثم تقول هذا قدر الله علي ولا أستطيع أن أتغير فهذا قول فاسد لا يصح