• قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ – وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ – إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ – وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ) الأنفال: 20 – 23
• لما أراهم الله آيات لطفه وعنايته بهم, ورأوا فوائد امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى بدر, وقد كانوا كارهين الخروج, أعقب ذلك بأن أمرهم بطاعة الله ورسوله شكرا على نعمة النصر, واعتبارا بأن ما يأمرهم به خير عواقبه, وحذرهم من مخالفة أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
• وفي هذا رجوع إلى الأمر بالطاعة الذي افتتحت به السورة في قوله: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) الأنفال: 1 – انظر التحرير والتنوير: ( 9 / 302 )
• وقوله: {ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} [الأنفال: 21] أي: يقولون بألسنتهم سمعنا بآذاننا، وهم لا يسمعون، أي: لا يتعظون، ولا ينتفعون بسماعهم فكأنهم لم يسمعوا. – معالم التنزيل ( 3 / 347 )
• وقوله: ( إن شر الدواب عند الله الصم) أي عن سماع الحق (البكم) عن فهمه ولهذا قال (الذين لا يعقلون) فهؤلاء شر البرية لأن كل دابة مما سواهم مطيعة لله فيما خلقها له وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا، ولهذا شبههم بالأنعام في قوله (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون) [البقرة: 171]، وقال: (أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) [الأعراف: 179] .
• ثم أخبر تعالى بأنهم لا فهم لهم صحيح ولا قصد لهم صحيح لو فرض أن لهم فهما, فقال: (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم) أي: لأفهمهم, وتقدير الكلام ولكن لا خير فيهم فلم يفهمهم؛ لأنه يعلم أنه (ولو أسمعهم) أي أفهمهم (لتولوا) عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم ذلك (وهم معرضون) عنه – انظر تفسير القرآن العظيم: (4/29)