• قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) البقرة: 267
• تأمل هذا النداء الإلهي وما اشتمل عليه من جملة أحكام أمر الله بها عباده المؤمنين الذين صدقوا بالله ورسوله وآي الكتاب العزيز
☘️ أمرهم بالزكاة والصدقة من المال الطيب المكتسب من التجارة والصناعة وغيرهم؛ لأنه سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلا يقبل صدقة من مال آخذ رشوة أو ربا أو من غصب وسرقة أو اكتسبه من عمل حرمه الشرع.
• ولذلك قال: (مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) فالكسب قد يكون من حلال أو من حرام.
• وأمر بإخراج زكاة الزروع والثمار, قال: (وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ) ومن العلماء من أدخل فيها زكاة المعادن المستخرجة من الأرض
• ثم أمرهم بترك الإنفاق من رديء الأموال, فهو سبحانه (غَنِيٌّ حَمِيدٌ) لم يأمر العباد بالصدقة من عِوز واحتياج, وإنما ليختبرهم فيما آتاهم, فيتبين الصادق في إيمانه من مدعي الإيمان, ثم إن نفع الصدقة عائد على المتصدق, فالله تعالى مع كمال غناه هو حميد أي له الحمد كله وهو الثناء الحسن مع كمال الحب والذل والتعظيم
• قال الحسن ومجاهد والضحاك: كانوا يتصدقون بشرار ثمارهم ورذالة أموالهم, ويعزلون الجيد ناحية لأنفسهم, فأنزل الله تعالى: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ) الرديء, (مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ) يعني الخبيث (إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ)
• والإغماض: غض البصر, وأراد هاهنا التجوز والمساهلة.
• معناه: لو كان لأحدكم على رجل حق فجاءه بهذا لم يأخذه إلا وهو يرى أنه قد أغمض له عن حقه وتركه.