• قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين َ” الحجرات:6
• وقد دلت هذه الآية من سورة الحجرات على أمرين:
• الأوّل منهما: أنّ الفاسق إن جاء بنبأٍ ممكنٍ معرفة حقيقته، وهل ما قاله فيه الفاسق حقٌّ أو كذبٌ – فإنّه يجب فيه التّثبت.
• والثّاني: هو ما استدلّ عليه بها أهل الأصول من قبول خبر العدل لأنّ قوله تعالى: إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا بدلٌ بدليل خطابه، أعني مفهوم مخالفته أنّ الجائي بنبأٍ إن كان غير فاسقٍ بل عدلًا لا يلزم التّبين في نبئه على قراءة: فتبينوا. ولا التّثبت على قراءة: فتثبتوا، وهو كذلك.
• وقوله: “أن تصيبوا قومًا“: أي لئلّا تصيبوا قومًا، أو كراهة أن تصيبوا قومًا بجهالةٍ، أي لظنّكم النّبأ الّذي جاء به الفاسق حقًّا فتصبحوا على ما فعلتم من إصابتكم للقوم المذكورين نادمين لظهور كذب الفاسق فيما أنبأ به عنهم…
• باختصار من أضواء البيان للشنقيطي: ( 7 / 411 )