فاعلم أن الله عز وجل أمر بشريعة تتضمن عبادات تحث على تهذيب الأخلاق
قال الله عز وجل في شأن الزكاة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) التوبة ١٠٣
والزكاة لغةً : هي النماء والزيادة في الصلاح , وسميت زكاة المال زكاة لأنها تطهر المال من الشبهات ، فتكون سببًا لزيادته وبركته وكثرة نفعه وتوفيقًا إلى استعماله في الطاعات
وقال تعالى (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) البقرة ٢٦٣
وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ ) البقرة ٢٦٤
فهذه الشعيرة العظيمة (الزكاة) فيها الحث على حسن الخلق.
وقد قال الله عز وجل في شأن الحج (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ ) البقرة ١٩٧
وقال ﷺ : (من أتى هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسقْ ، رجع كما ولدتْه أمُّه ) مسلم ١٣٥٠
فبيّن أن الحج ركن من الأركان لا يكون مبرورًا إلّا بأن يُتَجَنَب فيه سوء الخلق
***********************
أمره في المعاشرة الزوجية : قال تعالى : (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ ) البقرة ٢٢٩
فإما المعروف، وهو العشرة الحسنة , وإمّا فراق بإحسان فلا يظلمها ولا يجور على حقها ولا يفضحها ولا يتقوَّل عليها ماليس فيها …..
أمره في البيوع ، قال ﷺ : (من غشنا فليس منا ) مسلم ١٠١
أمره في التقاضي ، قال ﷺ (إن خياَركم أحسنُكم قضاءً ) البخاري ٢١٤٠ , مسلم ١٦١٠
وقال ﷺ : (رحمَ اللهُ رجلًا ، سَمْحًا إذا باعَ ، وإذا اشترى ، وإذا اقْتضى ) البخاري ٢٠٧٦
وكان يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة :
قال ﷺ : (مَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ ) البخاري ٢٤٤٢ , مسلم ٢٥٨٠
ويأمر الإنسان أن يستر على نفسه إذا أذنب فقالﷺ : ( كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ ، فيقولَ : يا فلانُ ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا ، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ ) البخاري ٦٠٦٩ واللفظ له , مسلم ٢٩٩٠
تعامله مع أهل الباطل , قال سبحانه : (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل ١٢٥
إلى آخره من النصوص الدالة على حسن الخلق.