بما كسبت أيدينا….
قال تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)
كم من الذنوب والمعاصي تقع على الأرض كل يوم ثم نتعجب من المصائب والابتلاءات التي تنزل بالعباد؛ فما كان هذا إلا نتيجة لأعمال العباد أنفسهم وأفعالهم وإعراضهم عن الحق وكذلك بسبب قلوبهم التي ملأتها الأمراض ولم يلتفتوا إليها
وكلما كان القلب مريضًا كلما كان عطائه ضعيفًا فلا يقوى على العمل
فالإنسان المريض إذا قام للصلاة فإنه يُصلي وهو ومجهد، كذلك حال القلب كلما ملأه المرض كلما عجز عن الامتثال لأوامر الله عز وجل وتثاقل في فعل الطاعات.
وكأن أغلالا تمنعه، وما كان سبب ذلك إلا أمراض القلوب، وهذا بلا أدنى شك ظلم عظيم للنفس.
قال تعالى في شأن ظالمي أنفسهم :{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) } [الكهف]